• في سابقة تعد الأولى.. مساهمون يعزلون أعضاء مجلس إدارة شركة اللجين

    16/06/2017

    ​في سابقة تعد الأولى في سوق الأسهم السعودية، بتطبيق نظام الشركات الجديد وعزل أعضاء مجلس شركة اللجين، بناء على الطلب المقدم من تسعة أعضاء يمثلون 5.028 في المائة من رأسمال الشركة، أوضح عدد من المختصين في المجال، أنها توضح وعي المساهمين ورغبتهم في التغيير وممارسة حقهم للمحافظة على أداء ونتائج الشركة، مشيرين إلى أن التكتل الحاصل من صغار المستثمرين يعد رسالة يوجهها بما يخدم الكيانات الاقتصادية.
    وأوضح لاحم الناصر؛ مستشار مصرفي، أن عزل أعضاء مجلس إدارة شركة اللجين يعد سابقة في سوق الأسهم السعودية، ودليل على وعي المساهمين، وقدرتهم على التغيير وممارسة حقهم، للمحافظة على حقوقهم عوضا عن الشكاوى، لممارسة حق التصويت. وقال "عند تكتل صغار المستثمرين ووصولهم للاتفاق مع كبار المستثمرين غير الممثلين في المجلس حتى لا تتعارض المصالح، استطاعوا التغيير وممارسة حقوقهم". وأشار الناصر إلى أن هيئة السوق المالية كان لها دور في توعية المساهمين والتسهيلات المقدمة، حيث إن التصويت الإلكتروني وفر كثيرا من الوقت والجهد والخسائر المترتبة، خاصة على صغار المستثمرين، فمنحهم مساحة تسهيلات وخدمات مقدمة، عززت من قوة المساهمين الصغار، وإضافة هذه السابقة الأولى في سوق الأسهم السعودية، دفعت صغار المستثمرين إلى تكوين تكتلات ليكون لهم صوت واحد وواضح يعبر عنهم عوضا عن التشتت بالأصوات، فالأصوات الصغيرة لو تجمعت واتفقت لاستطاعت أن تكون تكتلا لمصلحة الشركة.
    وحول انعكاسات عزل أعضاء مجلس الإدارة، قال الناصر: هناك انعكاسات إيجابية على المدى البعيد بتحسين أداء الشركة عند التصويت لمجلس إدارة جديد قادر على التغيير، ويصبح أكثر اهتماما؛ نظرا لوعي المساهمين وقدرتهم على ممارسة حقهم وعزل مجلس الإدارة. على المدى القريب ربما تكون هناك ردة فعل عكسية على أعضاء مجلس الإدارة وبيع أسهمهم لخفض سعر السهم، وهو أمر غير متوقع، خاصة أن هيئة السوق المالية وضعت قوانين وأنظمة تحدد آلية البيع لمثل هذه الحالات. من جانبه، أوضح عبدالله كاتب؛ محلل اقتصادي، أن عزل أعضاء مجلس إدارة يعد السابقة الأولى في السوق السعودية، ويعد وضعا صحيا لكسر احتكار مجالس الإدارة، لأنه ينتصر لصوت المساهم الذي عانى في الماضي عدم الشفافية وعدم الإفصاح، قائلا "إن التكتل رسالة توجه لما يخدم الكيانات الاقتصادية، ونرجو أن تستمر بصورتها الصحيحة التي تهتم بإدارة العمل بأفضل حال".
    وأشار كاتب، فيما يخص شركة اللجين، إلى أن أعضاء مجلس الإدارة رفع 17 توصية إلى الجمعية العمومية، وتمت الموافقة على توصيتين فقط، وجميع التوصيات علقت بما فيها اختيار مراجع حسابات خارجي، الذي يعد متطلبا نظاميا. وقال: ليس من الصائب أن يحدد المساهمون المراجع الحسابي لأنه متطلب نظامي، وبقاء الشركة بدون محاسب قد يعرضها لإجراءات تصل إلى الإيقاف، لذلك فإن ردة فعل المساهمين قوية تجاه أعضاء مجلس الإدارة، ومن الواضح أن هناك تراكمات عديدة نظرا لتركز عضوية مجلس الإدارة في مجموعة معينة، فالعزل الآن يعد محاولة لتقديم أشخاص جدد يطمح المساهمون إلى أن يحققوا نتائج جيدة لدخول السوق بشكل أفضل.
    إلى ذلك، أوضح مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه، أن عزل أعضاء مجلس إدارة شركة اللجين يمثل خطوة رائدة في طريق تفعيل دور المساهمين في إدارة شركاتهم بداً من الاقتصار على لوم الجهات الرقابية. فلم يعد للمساهمين المتذمرين حجة بعد إقرار التصويت عن بُعد، والتصويت التراكمي. ولا بد أن عديدا من أعضاء مجالس الإدارة الخاملة أو غير النزيهة وضعوا أيديهم على قلوبهم منتظرين دورهم، بعدما كانوا يعيثون في الشركات فسادا دون رقابة تذكر.
    وأردف المصدر، إلى أن هذه الخطوة سيكون لها أثر كبير في الشركة؛ لأنه سيضع مجلس الإدارة الجديد أمام مسؤولية كبيرة في إدخال تحسين يلمسه المساهمون على الشركة، وإلا فسيكون مصيره مماثلا لمصير سابقيه.

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية